صناعة الغزل والنسيج كانت صناعة وطنية مرموقة وكان يعمل بها في الثمانييات ٣٠٠٠٠٠ عامل والآن بعد الخصخصة وبيع كثير من المصانع وتسريح العمال أصبح عدد العاملين ١٠٠٠٠٠ فقط. تستوعب هذه الصناعة استثمارات الآن بحوالي ١٧ مليار جنيه وتعتمد علي الأقطان غير المصرية لرخص تكلفتها. شركة شبين الكوم التي تمت خصخصتها وبيعها لمستثمر هندي كانت تصدر٦٠% من إنتاجها سابقا، الآن لا نسمع إلا عن اعتصامات العمال ومشاكلهم مع الإدارة الجديدة.
لي ذكريات كثيرة منذ طفولتي تربطني بشركة شبين الكوم للغزل فقد كان والدي المهندس محمد الغمري يرحمه الله أحد دعائم صناعة الغزل والنسيج وتولي إنشاء مصنع شبين الكوم وإدارته في عهد الدكتور عزيز صدقي وكان يعتبر المصنع كأنه أحد أبنائه، وكان يقضي الأسبوع في العمل بشبين الكوم بمنتهي الإخلاص والتفاني ويأتي الينا في نهاية الأسبوع ليقضي إجازة يوم الجمعة وهو مشغول بأحوال المصنع، حتي كنا نضحك معه ونقول له أنت مشغول بمراتك الثانية،
وقد ذكر كثيرا أن بالمصنع ١٦٠٠٠ عامل كلهم يحبون العمل ويعتبرون ماكينة الغزل جزءاً منهم، حتي أصبح أحد صروح صناعة الغزل والنسيج في مصر. والحمدلله إنه لم يعش ليري اليوم الذي يباع فيه المصنع الذي بذل له الكثير من العطاء والجهد لمستثمر هندي
وكم حدثنا ونحن صغارًا بكل فخر عن سعادته عندما يري القميص من اللينوه المصري معروضا في فاترينة بأحد المحال بسويسرا مكتوب عليه صنع من القطن المصري متفوقا علي اللينوه السويسري وأغلي منه سعراً.
كانت صناعة الغزل والنسيج هي أساس صناعة الملابس الوطنية، وتدهور الحال الآن حتي وصل إلي خصخصة وبيع المصانع وإتمام اتفاقية الكويز وإدخال شريك إسرائيلي في صناعة الملابس، يا ألف خسارة علي المجهود اللي اتباع!!!